فى ذكرى رحيل العندليب

كتب الراحل محمد بديع سربيه عام 1984:


في ربيع 1977 رحل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ عن هذه الدنيا وهو في ذروة التألّق الفني!
كان
هو وحده الأشهر في عالم الغناء والأكثر حضوراً أيضاً بعد رحيل "أم كلثوم"
و"فريد الأطرش"، وخلو الساحة الفنية من القمم في عالم الطرب.
وكان قد
أطلق قصيدته الرائعة "قارئة الفنجان" وهي من شعر "نزار قباني" وألحان "محمد
الموجي"، وهي التي حقّق فيها تصوّره لما يجب أن تكون عليه الأغنية العربية
في الربع الأخير من القرن العشرين!
ومنذ رحيل عبد الحليم حافظ، ومحطات
الإذاعة في كل أنحاء العالم العربي تشهد طوفاناً من الرسائل التي تطلب
إذاعة أغانيه، ولم يهدأ هذا الطوفان حتى الآن، بل هو آخذ في الإزدياد لدرجة
أن محطات الإذاعة تعود إلى جميع أغاني عبد الحليم حافظ لتوزعها على
برامجها، وليس أمامها إلا هذه العودة ما دام الصوت الشجي قد سكت وليس هناك
جديد منه!
عبد الحليم حافظ، الذي ما زال هو النجم والمطرب الأحب إلى
أسماعهم وقلوبهم وعيونهم أيضاً..
وإذا كانت محطات الإذاعة تستطيع أن
تلبي طلبات مستمعيها بإذاعة ما عندها من أغنيات للعندليب الراحل، وهي تبلغ
مئة واثنتين وثلاثين أغنية، فإن أسرة تحرير "الموعد" تجد نفسها محرجة أمام
رسائل القرّاء، لأن العندليب قد رحل، فمن أين ستجيء بأخباره ومواضيعه؟
وفي
هذا الإسبوع بالذات، وأنا أبحث عمّا يمكن أن يكتب في الذكرى السابعة لرحيل
عبد الحليم حافظ، اكتشفت أنه لم يبق هناك أي موضوع لم يكتب عنه، ابتداء من
ولادته على سرير الفقر في بلدة "الحلوات" في محافظة الشرقية في مصر، إلى
نهايته الحزينة على سرير المرض في الغرفة رقم 117 في مستشفى "كينجز كوليدج"
في لندن.
إن عدد الكتب التي صدرت عن عبد الحليم حافظ لم يقل عن الأربعين كتاباً..
والصور التي نشرت له منذ وفاته يزيد عددها على مليوني صورة..
وأيضاً،
دلت احصائية صحفية على أن عبد الحليم حافظ هو الفنان الذي كُتب عنه أكبر
عدد من المقالات في الصحف العربية يوم وفاته وبعده، بحيث وصل هذا العدد إلى
الثلاثة آلاف!
وأيضاً، فإن محطات الإذاعة العربية أذاعت المئات من البرامج عنه، كما أن قصة حياته تمت روايتها في أكثر من مسلسل تلفزيوني!
يعني،
كل ما يمكن أن يكتب عن عبد الحلم حافظ في ذكراه السابعة هو كلمات الأسى
على غيابه، والحزن لرحيله، والتعبير عن مزيد من الإحساس بالفراغ الذي تركه
في عالم الطرب!
ولكن..
وعندما رحت أقلّب صفحات الماضي، اكتشفت بأن
المواضيع التي نُشرت عن عبد الحليم حافظ في حياته، يمكن أن توفّر متعة
القراءة للمعجبين والمعجبات به حتى بعد وفاته، تماماً مثلما توفّر أغانيه
لهم متعة الاستماع والتذوّق الفني، ذلك أن شخصية العندليب الراحل كانت
تتميّز عن سواها بالكثير من الحكايات التي تنسج عنها وحولها، وهي حكايات
يبقى لها أصل من الحقيقة، حتى ولو أعطيت لتفاصيلها ظلال من الخيال!
ولقد
اقترحت على أسرة التحرير، بأن يتم تبويب وفهرسة جميع المواضيع التي نشرت
عن عبد الحليم حافظ منذ بزوغ نجمه الفني، ونشرها في باب أسبوعي أشبه
بالدليل، بحيث يمكن للقرّاء والقارئات أن يطلبوا اعادة نشر أي موضوع منها،
بنفس الطريقة التي تطلب فيها أغاني العندليب من الإذاعات!
إنها مجرد
فكرة خطرت لي وأنا أعود إلى ما نشر عن العندليب الأسمر الراحل في ذكراه
السابعة. وعلى سبيل التجربة، فإنني على مدى حلقات ثلاث في "شارع النجوم"
سوف اختار موضوعات كنت سوف أطلب إعادة نشرها فيما لو نفّذت فكرة الدليل


صورة للصحفي والكاتب المغربي المعروف عبد اللطيف جبرو مع العندليب وهو ينقر على آلة *الكنبري* المعروفة بالمغرب

منذ أن بدأ شهر رمضان المبارك والمسلسلة
الاذاعية "أرجوك.. لا تفهمني بسرعة" تشكل أحد عناصر التسلية الممتعة عند
المستمعين الصائمين الذين ينتظرون مدفع الإفطار..
ولكن، وفي نفس الوقت،
فإن ما رافق تسجيل هذه المسلسلة، وولادتها، من أحداث ومفاجآت بات يشكل
أيضاً محور أحاديث أهل الفن والإذاعة في مجتمعاتهم الليلية التي تطول وتطول
إلى أن تدق ساعة السحور!
ولقد كان لي في مشوار سابق في "شارع النجوم"
حديث عن إحدى، بل أهم، المفاجآت التي رافقت ولادة هذه المسلسلة الاذاعية،
وهي تخلّي السندريللا الناعمة "سعاد حسني" في آخر لحظة عن تمثيل دور
البطولة فيها، مما جعل "العندليب الأسمر" "عبد الحليم حافظ" يعيش عدة أيام
في دوامة من الحيرة والقلق، خصوصاً وأنه هيّأ نفسه منذ البداية لأن يمثّل
مع "سعاد حسني"، وقام بنفسه بإعلان اسمها كبطلة للمسلسلة الاذاعية التي
سيقدّمها في شهر رمضان المبارك،ولم يكن يخطر له على الإطلاق أن السندريللا
الناعمة سوف تغتنم الفرصة لتصفية كافة حساباتها القديمة معه!
وما سمعته
أخيراً وأضيفه اليوم إلى التفاصيل التي رويتها سابقاً هو أن "سعاد حسني"،
في الحقيقة والواقع، لم يكن في نيتها أن تتحدى "عبد الحليم حافظ"، ولا أن
تصفّي حساباتها القديمة معه، أو تتخلّى عنه في منتصف الطريق، بل كل الذي
حدث أنها عندما قرأت نص المسلسلة الاذاعية، وجدت فيه فصلاً يتضمن قصة
عاطفية عاشها "العندليب الأسمر" مع فتاة مراهقة، وتروي القصة في تفاصيلها
وأحداثها أن الفتاة هي التي كانت شديدة التدلّه به، بينما كان هو من جهته
يرفض الزواج بها، ويريد منها أن تظل حبيبة له فقط..
وقيل، وما أكثر ما
يقال، أن "سعاد حسني" طلبت من "عبد الحليم"، ومن المخرج "محمد علوان"، ومن
المؤلف "محمود عوض"، حذف هذا الفصل من المسلسلة، باعتبار أنه يبعث في نفسها
ذكريات قديمة أليمة حول فترة الحب التي عاشتها في أيام المراهقة مع
"العندليب الأسمر"، ولكن الثلاثة رفضوا بإصرار حذف هذا المشهد، فكان أن
اعتبرت السندريللا الناعمة أن الدعاية لدون جوانية "عبد الحليم حافظ" ستكون
عن طريق التشهير بها، ومن هنا انسحبت ورفضت الاشتراك في هذه المسلسلة
الاذاعية..
ولست أملك أن أؤكد صحة هذا الذي سمعته ورويته، والذي أراه هو
أن نسمع فصول المسلسة الاذاعية واحداً بعد الآخر، حتى إذا وجدنا فيه فصلاً
مثل الفصل الذي كان يؤلم سعاد، كان بالإمكان أن نؤكّد ما قيل، بل وأن نعطي
أيضاً الحق كل الحق لـ"سعاد حسني" في انسحابها من المسلسلة!
المهم..
كان "عبد الحليم حافظ" يدور في دوامة من الحيرة طوال ثلاثة أيام، وعقد مع
المؤلف والمخرج اجتماعات طارئة للبحث عن بطلة جديدة، من جهة، وتعديل الكثير
من نصوص المسلسلة، من جهة ثانية، لأن المؤلف كتب هذه النصوص وهو يضع نصب
عينيه أن "سعاد حسني" هي التي سوف تمثّلها..
وراح الفرسان الثلاثة
يستعرضون أسماء نجمات الشاشة المشهورات واحدة بعد الأخرى، إلى أن استقر
رأيهم بالإجماع على إسناد دور البطولة في مسلسلة "أرجوك لا تفهمني بسرعة"
إلى النجمة الشابة "نجلاء فتحي"، لأنها، في الصوت والأداء التمثيلي، أقرب
ممثلات الشاشة إلى المواصفات التي وضعها المؤلف لبطلة المسلسلة!
ويرن
حرس التليفون في منزل العروس الشابة "نجلاء فتحي" التي كانت ترتب حقائبها
وتتهيّأ للسفر إلى لندن مع عريسها الشاب "سيف أبو النجا"، ليمضيا هناك شهر
العسل بعد أن حرمتهما الأفلام المتوالية التي مثّلتها "نجلاء" من الاستمتاع
بهذا الشهر بعد زواجهما!
وترد "نجلاء فتحي" على جرس التليفون، ويجيء صوت "عبد الحليم حافظ" من الطرف الآخر:
*ألو يا زهرة.. أنا عبد الحليم!
وتوقفت "نجلاء فتحي" لحظات قبل أن ترد..
عبد الحليم حافظ يكلّمها!!
ويناديها بإسمها الحقيقي "زهرة" الذي كان يناديها به قبل سنوات عندما كانت لا تزال في سن الطفولة!
ولكن.. لماذا يكلّمها؟!
وبفرحة غامرة، اندفعت "نجلاء فتحي" تهتف:
ـ أهلا "حليم".. إزيّك يا "أونكل"!
هي بدورها عادت إلى أيام زمان، ونادته بنفس اللقب الذي كانت تناديه به..
وسألها:
*اسمعي يا "زهرة".. إيه رأيك لو مثّلت معايا في الإذاعة؟!
وبعفوية صادقة أجابته:
ـ ده يوم المنى، لكن أنت عارف يا "أونكل" أني عمري ما مثّلت في الإذاعة، وما عنديش أية خبرة بالوقفة قدّام الميكروفون



هذه
صورة للعندليب في المغرب ويبدو فيها وهو يطعم الفنان المغربي المتعدد
المواهب فتح الله المغاري بيده وعن يمينه المطرب عبد الهادي بلخياط وهو
يضحك على هذا الموقف



العندليب رفقة المطرب والملحن المغربي العربي الكواكبي
هدية من نجل الفنان عبد الواحد التطواني
من منتدى رابطة عشاق العندليب







توقيع عبد الحليم حافظ على وصل استلام


الصورة لشقيقي العندليب
علية ومحمد شبانة

مع ابن شقيقه محمد

صورة جميلة جدااا ونادرة جداااااااا للراحل العندليب الاسمر مع الملحن لامغربى "عبد الله الحوايلى" اثناء زيارتى للمغرب بلده الثانى

شكرا لك على المجهود الرائع يا استاذنا

الله يرحم زمن الفن الاصيل و الطرب القديم
الفن زمان كان شئ راقى اما الان فأصبح بياع الانابيب مطرباً !!!!

رحم الله عبد الحليم حافظ
ولنا ان نستعيد قمة الخلق التى غابت عنا بالفعل هى غائبة
وكان الفن رسالة هادفة هى كانت كذلك تسمو بالخلق
ينعكس على الشباب وتخيل كان فى فترة السبعينات
يتغنى بها الشباب ويحفظ قصيدة قارئة الفنجان كأنه يحفظ الف باء
وبمناسبة الايصال كان يسمى من يحمل هذا المبلغ الالفى
لان فى حوذته او يمتلك الف جنيه ( كانت أيام)
بارك الله فيك استاذنا الغالى/ سامى سليمان
ذواق الفن الجميل والزمن الجميل

على رأى الشعب المصرى الاصيل
سامى باشا يا أبهه - ايه الظمه دى كلها
وعلى رأى الراحل سيد مكاوى - الله الله الله الله

أتمنى أن يعجبكم هذا المقطع الصغير للعندليب



و أن ينال رضاكم فى ذكراه الـ 35

اللهم تغمد أمواتنا جميعا بالرحمة ووساع المغفرة

موضوع رائع عن العندليب الاسمر
شكرا اخي الكريم سامي