موضوع اعجبني اردت ان اشارككم فيه
طوابع البريد ليست مجرد قصاصات ورقية تحمل رسومات وصوراً تذكارية، بل هى وثيقة تاريخية تحفظ وتدون تاريخ الامم منذ عصور الإمبراطوريات القديمة التى استحدثت فكرة البريد ليكون بديلاً للحمام الزاجل ووسائل المراسلات البدائية. وتعتبر مصر ثالث دولة تستخدم الطوابع البريدية فى المراسلات بعد بريطانيا وألمانيا وكان ذلك عام 1836 فى عهد الخديوى إسماعيل الذى اشترى حق امتياز شركة البوستة الأوروبية وأنشأ البوستة المصرية ومع إصدار أول طابع بريد مصرى سنة 1866 اعتبر المؤرخون طوابع البريد سجلا موثقا للأحداث الكبرى فقد سجل طابع البريد الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية.
ولكل طابع قصة وحكاية وقيمته ليست فى السعر المكتوب عليه سواء كان قرشا أو جنيهاً، وبرغم أنه ورقة صغيرة نستخدمها فى المراسلات فإنه عالم لا يعرف خباياه إلا من يهواه ولقد بدأ بعض هواة جمع هذه الوريقات الملونة الصغيرة بجمعها وتم طرح اول ألبوم لجمع الطوابع فى الاسواق فى عام 1862.ولقد بدأت هواية جمع الطوابع بطريقة طريفة جدا عندما أعلنت سيدة شابة فى جريدة التايمز اللندنية عام 1841 عن رغبتها فى أن تكسو جدران حجرتها بطوابع بريدية مختومة وبعد نشر هذا الإعلان اهتم الجميع من كل أنحاء العالم بهذه الفكرة وبدأوا يجمعوا الطوابع الملصقة على المظاريف التى يمتلكونها وانهالت الرسائل البريدية التى تحتوى على الطوابع من جميع أنحاء العالم على هذه السيدة التى بدأت تجمع الطوابع الموجودة بداخل هذه الرسائل بالإضافة إلى تجميعها للطوابع الملصقة على المظاريف من الخارج وتمكنت من جمع كمية كبيرة من الطوابع مكنتها من أن تكسو جميع جدران غرفتها بالطوابع ومن هنا نشأت الهواية التى انتقلت إلى جميع أنحاء العالم .
الملك «الهاوى»
يأتى الملك فاروق ليتربع على عرش هواة جامعى الطوابع فى العالم العربى حتى أنه كان يرسل معونة سنوية قيمتها 10 آلاف جنيه للجمعية المصرية لهواة الطوابع من أجل الحصول على الطوابع النادرة وكان فاروق يحضر داخل المطابع ليرى كيف تتم طباعة طابع البوستة ويحكى أنه أمر بطباعة طابع لأبنته الاميرة فريال وتوزيع قيمته على الفقراء والأيتام وكانت المناسبة عيد ميلادها ومن الطريف أن فاروق كان يطلب الطوابع التى بها أخطاء لان ندرة طابع البريد يحكمها عدة عوامل أهمها قلة العدد المطبوع أو أخطاء فى الطابع أو اللون أوالكتابة أو الشرشرة لذلك تكون هى الاغلى سعرا.
تأسست الجمعية المصرية لهواة الطوابع عام 1929 لتكون مقرا لابناء الهواية الواحدة، وتعتبر تلك الفترة هى الفترة الذهبية للطوابع فى مصر، فقد استطاعت الجمعية أن تجمع الآلاف من الطوابع من كل أنحاء العالم، وأن تنظم أول معرض للطوابع فى مصر عام 1946، وافتتحه الملك فاروق ولكن بعد قيام الثورة خفت دور الجمعية ولم تقم أى معارض للطوابع حتى عام 1991، برغم ذلك استطاعت الجمعية أن تقتنى أشهر وأندر الطوابع ومنها طوابع لها قصة مع الخديو إسماعيل عندما أصدرت هيئة قناة السويس 4 طوابع تذكارية بمناسبة افتتاح قناة السويس .
جروبات البريد
دشن عدد من هواة جمع الطوابع مجموعة من الجروبات على الفيس بوك من اجل التواصل معا وعرض مقتنياتهم من الطوابع النادرة وبعض هذة الجروبات انشئت خصيصا من اجل البيع والشراء حيث يعرض البائع مقتنياته من طوابع البريد ويحدد السعر الذى يريده ويتواصل بسهولة مع اعضاء الجروب من اجل بيعها ومن تلك الجروبات:جمعية محبى وجامعى الطوابع المصرية القديمة.
ويقول ممدوح سلام إن متحف البريد يرجع الفضل فى فكرة إنشاء متحف للبريد فى مصر إلى الملك فؤاد الأول حيث كان حريصاً على تسجيل التاريخ و شرعت مصلحة البريد فى إنشاء متحفها فأعدت له جناحاً فى الطابق الأول بميدان العتبة يتكون من قاعتين بعدد معروضات 1254 وقد تم افتتاحه رسمياً للجمهور فى 2 يناير 1940 بعد استكمال أدواته ومعروضاته وتجد فى مدخل المتحف تمثال الملك فؤاد كما تجد لوحة عملاقة تضم 15 ألف طابع بألوان مختلفة على شكل الاهرامات وابو الهول عمرها قرن من الزمان ومكتب أول مدير لمصلحة البريد وهو موتسى بك كما نجد شعار اتحاد البريد العالمى من عام 1934. ويقول الاستاذ احمد عبدالمقصود مدير المتحف ان المتحف مكون من عدد من ألاقسام اولهم القسم التاريخى وهو يشمل على النماذج الخاصة بتطور الكتابة فى مختلف العصور القديمة والحديثة وأوراق بردى وتمثال للكاتب فى عهد الدولة القديمة والحديثة ورسالة بداخل ثمرة جوز هند كانت قبل عصر الفراعنة كما يضم على وثائق عديدة كعقد امتياز شركة البوسنة الأوربية وأول منشور لمصلحة البريد فى عهدها الحكومى كما تجد ادوات البريد القديمة مثل السنج والموازين والحقائب البريدية القديمة والأختام القديمة والحديثة وصناديق خطابات مكانيكية وعادية يرجع تاريخها الى 1865. كما يحتوى المتحف على أنواع مختلفة من الملابس لكبار الموظفين ولرؤساء الأقسام والموزعين و نماذج مصغرة لبعض المبانى البريدية كمصلحة البريد بالقاهرة ومكتب بريد بورسعيد ورأس البر. و نماذج متعددة لوسائل نقل البريد قديمة وحديثة من عربات خشبية وموتوسيكلات وسكة حديد ونماذج مختلفة من الحمام الزاجل ونماذج لبعض الطائرات مهداه من شركة الطرق الجوية الأمبراطورية وشركة خطوط الطيران الهولندية ونموذج لأول خطاب ورد إلى الاسكندرية من لندن عام 1929 وأول خطاب بالبريد الجوى أرسل إلى كراتشى من البريد المصرى بالخط الجوى بين القطر المصرى والهند. واضاف عبد المقصود ان قسم الطوابع فى غرفة مطلية باللون الأسود وذات إضاءة ضعيفة خوفا من تعرض الطوابع للتلف وتجد بها لوحة لاول طابع فى بريطانيا وبة صورة للملكة فيكتوريا وهو من الطوابع النادرة كما تجد بالغرفة الطوابع المصرية والأجنبية ومحفوظة بعيدا عن اللمس وإكليشهات وقوالب وألواح لصنع طوابع و تصنيفاً لمجموعات الطوابع لكل من البريد الأوروبى والبريد الأفريقى والبريد الأسيوى والبريد الأمريكى والبريد الأسترالى. واضاف عبدالمقصود ان الطوابع مقسمة إلى طوابع عادية وكان اول طابع عام 1866 رسم عليها الأهرامات وأبو الهول وطوابع البريد الحكومية 1893 والتذكارية 1925وصدر بعضها فى أهم المناسبات مثل افتتاح قناةالسويس والثورات وطوابع الملك فاروق حيث تفتقد فروخ الطوابع لصورة واحدة حصل عليها الملك نفسه وهذا سبب ندرتها واوضح عبدالمقصود ان الفرق بينهما ان الطابع العادى هو الطابع الذى تقوم هيئة البريد بإصداره بطريقة منتظمة ولمدة معينة من الزمان حتى يستخدمه الناس فى المراسلات و الطابع تقل قيمته عن الطابع التذكارى والذى تصدره الهيئة فى مناسبة ما ومرة واحدة .واضاف ان المتحف يضم طوابع البريد الجوى التى صدرت عام 1926 واوضح مدير المتحف ان مدة تداول الطابع فى المكاتب بعد اصدارة 9 اشهر قانونيا وبعد تلك الفترة لا يتم بيعة واضاف انه يتم تبادل إصدارات الهيئة سنويا بين الدول طبقا لاتفاقيات دولية ينظمها اتحاد البريد العالمى كما تقوم الهيئة بدور فى تنشيط هواية جمع الطوبع عن طريق ادارة خدمة الهواة بالهيئة والتى بها اكثر من الف عميل من جميع انحاء العالم وترسل اليهم جميع الاصدارات سنويا عن طريق الدفع المقدم . وذكر استاذ ايهاب السيد الخياط مدير عام العلاقات العامة أن هناك العديد من المعايير التى تحدد قيمة الطابع منها ندرة الطابع وهذا لا يعنى أن الطابع يندر بقدمه ولكن ندرة الطابع ترجع إلى أن مصلحة البريد لم تقم بإصدار العديد من هذا الطابع و معيار اخر وهو حالة الطابع نفسه فكلما زادت درجة وضوح الطابع وعدم طمس ألوانه كلما زادت قيمته .واضاف ان مجموعة بورفؤاد الشهيرة التى صدرت عام 1929 بمناسبة افتتاح مدينة بورفؤاد يصل سعرها حاليا إلى رقم قياسى وكذلك مجموعة مؤتمر الكشافة التى صدرمنها نحو150 بطاقة عام 1956 وهى من الطوابع النادرة وكذلك الطوابع التى تحمل صور الملك فاروق والملك فؤاد. كما أن هناك أظرفا مصرية نادرة يصل سعرها إلى نحو200 ألف جنيه لأنها تحمل أختاما مصرية صدرت فى مكاتب بريد مصرية صغيرة فى دول مثل السودان وتركيا والشام .