بسم الله الرحمن الرحيم
مرت مشكلة فلسطين الحبيبة بثلاث مراحل :
المرحلة الأولى :
بدأت باشعال البابا ( أوربان الثانى ) شرارة الحروب الصليبية ومدتها ( 1095 / 1291 ) بحجة الدفاع عن مقدسات فلسطين ولم تكن هذه فى حاجة الى من يأتى من أوربا لحمايتها فقد تكفل العرب بحمايتها لمئات السنين وأهمها كنيسة القيامة وقبرسيدنا عيسى عليه السلام - ولكن الحروب الصليبية - أو حرب الرعاع - كانت فرصة ثمينة لمرتزقة وصعاليك أوربا لنهب ثروات المشرق العربى كله بدليل امتداد نطاق هذه الحملات من أقصى الجزائر الى تونس ودمياط وكل مدن الشام حتى حدود تركيا الحالية .. بل تجرأ أحد قوادهم المغرورين ( أرناط ) بأن يفكر فى غزو مكة والمدينة المنورة . وكان عقابه القتل بيد ( صلاح الدين الأيوبى ) . وعندما استولى الصليبيون على المسجد الأقصى قتلوا فى يوم واحد قرابة 80 ألف عربى وهم جميع من استجار بالمسجد من غدر الصليبين ... ومازالت الحروب الصليبية حتى الآن .
* المرحلة الثانية :
أثناء الوجود الفرنسى فى مصر بقيادة ( نابليون بونابرت ) الرجل رأى أن أضيق ممر فى الوطن العربى منطقة التقاء خليج العقبة بالبحر المتوسط ففكر سيادته فى انشاء وطن لليهود فى هذا المكان - ليس رأفة باليهود الذين كانوا يثيرون اشمئزاز كل أوروبى فى حواريهم المقفلة عليهم مثل الفئران - ولكن ليضمن انقسام الوطن العربى الى قسمين ومنع تواصل أبنائه ودفاعهم عن بعضهم . وهو بالضبط ما حدث فى القرن العشرين ... وسار الرجل المغرور الى مدينة ( عكا ) الفلسطينية ليفتحها ولكن أهلها بقيادة ( أحمد باشا الجزار ) لقنوه درسا لم ينساه طيلة حياته . وقتل نصف الجيش الفرنسى فى المعارك وبسبب الأمراض وانسحب مدحورا الى مصر مرة أخرى والتى لم يدم بقاءه بها طويلا .
* المرحلة الثالثة :
من أواخر القرن التاسع عشر وحتى الآن . حينما عقد فى مدينة ( بازل بسويسرا ) مؤتمر الحركة الصهيونية العالمية بايعاز من - تيودور هرتزل - زعيم هذه الحركة لاختيار وطن قومى لليهود ولم يكن فى بالهم أن يقام فى فلسطين . ولكن فى الأرجنتين أو فى كينيا .. وتبلورت فكرة فلسطين أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى واحتلال بريطانيا لفلسطين والشام وحتى أن ( اللورد أللينبى ) القائد البريطانى يذهب خصيصا الى قبر صلاح الدين فى مدينة حمص السورية ويقول له - الآن انتهت الحروب الصليبية ياصلاح الدين !!! وبكل صراحة لم تنته الحروب الصليبية حتى الآن بدليل احتلال فلسطين بالكامل والعراق وأفغانستان .. الخ
-وقد استخدم اليهود سلاح المال المتمثل فى أغنيائهم وعلى رأسهم رجل المال والسياسى البريطانى ( روتشيلد ) والذى أغرى السياسيين فى بريطانيا وأوربا بالمال وسلاح الانتخابات الى أن وقع له وزير خارجية بريطانيا اللورد ( بلفور ) 1918 الوعد المشئوم والذى تنصل منه بعد ذلك بسنوات وأنه لم يقصد أن تخصص فلسطين كلها لليهود دون العرب . وأنه وقعه تحت ضغط من روتشيلد وأعوانه ليكسب الانتخابات فى بريطانيا .
* وثار العرب وقامت الثورة العربية الكبرى - وثورة 1936 فى فلسطين بقيادة الشيخ القسام رحمه الله - ولكن بمساعدة الانجليز زاد عدد عصابات الصهاينة فى فلسطين وقويت شوكتهم الى أن أعلنوا قيام دولتهم فى يونيو 1948 - ثم مذابحهم و حروبهم ضد العرب والبقية معروفة ... ونهاية اسرائيل أيضا ... معروفة ...
* تحياتى وتقديرى لكل من جاهد ويجاهد وسيجاهد مستقبلا فى سبيل رجوع الحق الى أصحابه .
قال تعالى { فاذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا } سورةالاسراء 7